medicalirishcannabis.info
وهذه الآية الكريمة كقوله سبحانه في آية أخر: { يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور} (لقمان:33). وكقول المؤمنين للمنافقين يوم القيامة حين يُضْرَب { بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب * ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور} (الحديد:13-14). ونشير أخيراً إلى أن للأستاذ بديع الزمان سعيد النُّوْرْسي كلام جيد حول هذه الآية، فلْيَنظره من أحب في كتابه (المثنوي العربي النوري: 354-357).
في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحذر العباد من زخرف الحياة الدنيا، وتحذرهم كذلك من الشيطان الذي يزين لهم هذه الحياة، ويصرفهم عما خُلقوا حقيقة لأجله، يقول سبحانه في هذا الصدد: { يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور} (فاطر:5). الخطاب في الآية للمشركين، أو لهم وللمؤمنين؛ لأن ما تلاه صالح لموعظة الفريقين، كلٍّ على حسب حاله. وتضمن هذا الخطاب إعذاراً للناس وإنذاراً لهم بتحقيق أن وعد الله الذي وعده من عقابه المكذبين يوم البعث هو وعد واقع لا يتخلف، وأن حسابهم وجزائهم على أعمالهم وعد حق لا يتخلف كذلك، فكل ذلك لا شك فيه، ولا مرية، ولا تردد، قد دلت عليه الأدلة السمعية والبراهين العقلية، فإذا كان وعد سبحانه حقاً، فعلى الناس أن يتهيؤوا له، ويبادروا أوقاتهم بالأعمال الصالحة، من غير أن يقطعهم عن ذلك قاطع، أو يشغلهم عن ذلك شاغل. و(الوعد) مصدر، وهو الإخبار عن فعل المخبِر شيئاً في المستقبل، والأكثر أن يكون فيما عدا الشر، ويُخصُّ (الشر) منه باسم الوعيد، يعمهما، وهو هنا مستعمل في القدر المشترك. وإضافة (الوعد) إلى اسم الله الأعظم {وعد الله} توطئة لكونه حقاً؛ لأن الله لا يأتي منه الباطل.
الرئيسية الأكثر مشاهدة حياتنا المسكوت عنه معا نربي أبنائنا 0 مشاهدات الأقسام قائمة المستشارين